السلام عليكم
يقال لم خلق الله إبليس يوسوس بالشر ويدعو لمحاربة تعاليمه ؟؟
، وقد أجاب عن ذلك بعض العلماء فقال :
1/ أنه يظهر للعباد قدرة الله تعالى على خلق المتضادات المتقابلات ، فخلق هذه الذات التي هي أخبث الذوات وسبب كل شر وفي مقابلة جبريل التي هي من أشرف الذوات وأطهرها وأزكاها وهي سبب كل خير 0
فتبارك الله خلق هذا وهذا 0
كما ظهرت قدرته في خلق الليل والنهار ، والداء والدواء ، والحياة والموت ، والحسن والقبيح ، والخير والشر 0
وذلك من أدل دليل على كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه 0
فإنه خلق هذه المتضادات ، وقابل بعضها ببعض وجعلها مجال تصرفه وتدبيره ، فخلو العالم عن بعضها بالكلية تعطيل لحكمته وكمال تصرفه وتدبير مملكته 0
2/ وأنه يظهر للعباد آثار أسمائه 0
ومن ظهور آثار اسمائه القهرية مثل : القهار والمنتقم والعدل والضار والشديد العقاب والسريع الحساب وذي البطش الشديد والخافض والرافع والمعز والمذل 0000 وأن هذه الأسماء والأفعال كمالات لابد من وجود متعلقها 0
ولو كان الإنس والجن على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء 0
ومنها ظهور آثار اسمائه المتعلقة بصفتي الحب والرحمة المتضمنة كلأه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن يشاء من عبيده ، فلولا خلق ما يكرهه من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الاشياء لتعطلت هذه الحكم والفوائد
وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا بقوله [ لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم ] 0
ومنها ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة ،، فإنه الحكيم الخبير الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها ، فلا يضع الشئ في غير موضعه ، ولا ينزله في غير منزلته التي يقتضيها كمال علمه وتمام حكمته ، فهو أعلم حيث يجعل رسالاته وأعلم بمن يصلح لقبولها ويشكر له جميل صنعه وأعلم بمن لا يصلح لذلك 0
3/ لتفعيل الخير ، فلولا الشر ما كان الخير 0
فلو قرر عدم الأسباب المكروهة لتعطلت احكام كثيرة ولفاتت مصالح عديدة
ولو تعطلت الأسباب بسبب ما فيها من الشر لتعطل الخير الذي هو أعظم من الشر الذي في تلك الأسباب
مثل : الشمس والرياح التي فيها من المصالح ما هو أضعاف ما يحصل منها من الشر 0
مثل : حصول الطاعات المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما حصلت ، مثل الجهاد الذي هو أحب أنواع الطاعات ،، فلو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه الطاعة وتوابعها من الموالاة لله تعالى والمعادة فيه وطاعة اولي الأمر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومخالفة الهوى وغيثار محاب الله تعالى والتوبة والاستغفار والصبر والاستعاذة بالله أن يجيره من عدوه ويعصمه من كيده وأذاه 00000000 إلى غير ذلك من الحكم التي تعجز العقول عن إدراكها 0
وبالنهاية هذا مجرد توضيح لحكمة خلق إبليس 0
وليس سؤال لأن رب العزة وإن عجزنا عن إدراك حكمته في فعل الشئ
فهذا لقصور عقلنا وليس سبب لتعطيل حكمة رب العزة "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون"