تحـريم الميتـة
قال تعالى: [ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا :[ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ] ( المائدة 3)
فما هي الحكمة من تحريم أكل الميتة هذا التحريم القاطع ؟؟؟
لقد ثبت علميا وبشكل شبه مؤكد أن جسم الميتة في الحيوانات يحتبس فيه الدم بكل رواسبه وسمومه، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية ، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسـم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدمـاء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض،
ومجمعا خبيثا للميكروبات، ويبدأ التعفن في عمله فيهـا، ويعم أثره في اللحم لونا وطعما ورائحة، فالميتة إذن ليست من الطيبات على الإطلاق ..[ يسألونك ماذا أحل لهم ، قل أحل لكم الطيبات ] (المائدة 4 ) كما أن الميتة يفقد لحمها كل قيمة لأن إنزيمات التحلل تبدأ عملها في الخلايا فتفقدها كل قيمة غذائية، وعلى أية حـال فإن المسلمين يمتنعون تمـاما ومن قبل معرفة هذه الحقـائق عن أكل
لـحم الميتة اتباعا لأوامر الخـالق في كتـابه الكريم، لأنهم يؤمنـون أن مـا جـاء في هذا القرآن إنما هو الحق المطلق الذي لا يتغير ولا يتبــدل.. [ومـا كـان هـذا القـرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصـديق الذي بين يديه وتفصـيل الكتـاب لا ريب فيه من رب العالمين ] ( يـونس 37)
أنـواع المـيتـة
المنخنقـة
هي التي تموت بالخنق، إما قصدا، وإما عرضا كأن تتعثر مثلا في وثاقها فتموت، وقد ثبت علميا أن الحيوان إذا مات مختنقا أي بمنع الأوكسجين في الدخول إلى رئتيه فإنه يتراكم في جسمه غاز ثاني أكسيد الكربون السام، كما تتراكم جميع الإفرازات السامة التي تخرج عادة مع التنفس في عملية الزفير، وهذه المواد إذا احتبست ولم تخرج عـادت لتمتـص في الجسم ويحدث التسمم في كل الأنسجة، فتؤدي إلى الوفاة. وبالتالي فإن أكـل لحوم هذه الحيوانات معناه انتقال هذه المواد السامة إلى جسم آكلها فتسبب أمراضا خطيرة، أيسر كثيرا من علاجها أن نتجنب أكل هذه اللحوم كما أمرنا العليم الحكيم
المـوقـوذة
الموقوذة هي التي تضرب بعصـا أو خشبة أو حجر حتى الموت، وهذه الحيوانات تفسد لحومها لتلف الأنسجة، واحتوائها على الكثير من الميكروبات نتيجة احتقان الدم فيها وعدم ذبحها بالطريقة التي أمـر بهـا الله جل و علا
المتـرديـة
المتردية هي التي تموت من السقوط من مكان عال أو تسقط في بئر أو من جـراء حادث كصدمة سيارة، وهذه الحيوانات تفسد لحومها وتتلف ولا تكون صالحة لغذاء البشر؛ لما تحتويه من جراثيم وميكروبات تسبب أمراضا شتى
النطـيحـة
النطيحة هي التي تموت بسبب نطح حيوان آخر لها، وقد قال ابن عباس: " النطيحة هي ما نطحت فماتت فما أدركته يتحرك بذنبه أو بعينه فاذبح وكل" ولحومها تحتوي على ميكروبات مختلفة نتيجة موتها بهذه الطريقة وعدم تخلصها من الدماء الفاسدة
ما أكـل السبـع
وقد حرمت لحوم ما أكل السبع لحكمة إلهية عظيمـة، اكتشف الطب الحديث جانبا منها، حيث ثبت أن الجراثيم والميكروبات التي تكون في أظافر السبع حين تنهش فريستها تنتقل إليها وتسبب أمراضا لمن يأكل لحومها بعد ذلك، كما أن السبع أو الحيوانات البرية بشكل عام قد تكون مصابة بمرض تظهر آثاره في فمه ولعابه، وينتقل بدوره إلى جسم الفريسة، فتتسبب في أضرار بالغة لآكل لحومها
تحريـم الـدم
قال الله تعالى :[ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا: [ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ]
(المائدة 3) فلنتعرف أولا على وظيفة الدم في جسم الكائن الحي: إن الدم يقوم في جسم الكائن الحي بوظيفتين: الأولى أنه ينقل المواد الغذائية التي تمتص من
الأمعاء مثل البروتينات والسكريات والدهون إلى أعضاء الجسم وعضلاته، إلى جانب حمله للفيتامينات والهرمونات والأوكسجين وجميع العناصر الحيـوية الضرورية. والثانية: هي حمل إفرازات الجسم الضارة في جسم الحيوان كي يتخلص منها مع البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن
الميكـروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله كوسيلة للانتقال من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمياته تنتقل عن طريق الدم أيضا، وهنا يكمن الخطر..لأنه إذا شرب الإنسـان الدم فستنتقل إليه كل هذه الميكروبات وإفرازاتها، وتتسبـب في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية.. وكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تحدث في المعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية، مما يسبب أمراضا كثيرة لكل هذه الأسباب حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحهوكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، وهذا قبل أن يخترع الميكرسكوب، وقبل أن يعرف الإنسـان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات [ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ]
تحريـم لحـم الخنزيـر
هل الإسلام يظلم الخنازير؟؟؟
يقول تعالى: [ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
تشتعل الدنيا كل حين بضجيج هائل، واعتراضات صاخبة تنطلق من كل حدب وصوب، وسؤال مستمر ينطلق بكل اللغات: لماذا يحرم المسلمون أكل الخنزير ذاك الحيوان المظلوم ؟؟؟ ولماذا تنفرد عقيدتهم بتحريم أكل ذاك الحيوان اللطيف ؟؟؟ ولا يفهم هؤلاء المتسائلون أن المسلم إنما يقول سمعا وطاعة لأوامر الله حتى لو لم تتكشف له الحكمة الإلهية من وراء الأمر أو النهي. [إنما كان قول المؤمنين إذا دعواإلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وأولئك هم المفلحون] (النور 51)
لقد شهد مثلا دكتور/" فيليب تومز" خبير أمراض الدم بلندن ـ وهو بالمناسبة غير مسلم ـ أن الخنزير ينقل صفاته لكل من يتناول لحمه، ويسبب مع الوقت أمراضا عقلية وبدنية وبالأخص أمراضا تناسلية مدمرة، ونـحن نعرض شهادته لنؤكد أن القرآن الكريم بمنهجه الطبي الذي يمنع المرض ويقطع الطريق عليه بمنع أسبابه، هو خير ألف مرة من كل دعاوى الغـرب وابتكاراتهم في عالم العلاج الذي دائما ما يتطلب الكثير من المال، دون ضمان كاف بـإيجابية النتائج، ومهما حاول الغرب تجميل صورة الخنزير بإمداد المزارع التي يربى فيها بأحدث سبل العناية والنظافة باستخدام التقنيات الحديثة؛ فإن كل هذا لن ينفي أبدا الحقائق الدامغة التي اكتشفـها علماؤهم أنفسهم عن الديدان والأمراض التي يحتويها جسم الخنزير دون غيـره من الحيوانات مهما ألبسوه تاج الرفعة والشرف
[ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ،اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيـم ] (المـائدة3)
أهم الأمراض والديدان التي تتواجد في جسم الخنزير
مرض "الشعرية أو الترخينية" : وتسببه ديدان تعيش في لحم الخنزير، وهذه الديدان تستقر في عضلات آكل لحم الخنزير وعلى الأخص عضلات التنفس، كذلك في المخ أو العيـن أو القلب أوالرئة أوالكبد، وفي أي مكان تستقر فيه لها أثر مروع، فمثلا في المـخ تصيب الإنسان بالجنون أو الشلل، وفي العين تفسد الرؤية تماما وتصيب بالعمى، وإذا وصلت إلى جدار القلب فإنها تتسبب في ذبحة قلبية.
الالتهاب السحائي المخـي وتسمم الدم: وينتج عن الإصابة بالميكروب السبحي الخنزيري، وقد كان سبب هذا المرض مجهولا تماما حتى تم اكتشاف هذا الميكروب سنـة 1968 وعرفت البشرية السبب في الوفيات الغامضة التي راحت ضحايا الخنزير في هولندا والدانمارك، وقد تبين أن هذا الميكروب يحدث التهابا في الأغشية الملاصقة للمخ، ويفرز سموما بتركيز عال في دم المصاب تؤدي إلى موته، والذين يفلتـون من الموت يصابون بعد علاج مضن بصمم دائم وفقدان للتوازن نتيجة خلل في خلايا المخ أحدثه هذا الميكروب الخطير
الـدودة الشريطية : تنتقل هذه الدودة من الحيوان إلى أمعاء الإنسان، ويبلـغ طولها بضعة أمتار، ولرأسها ما بين (22 : 32) خطافا تتثبت به في جدار الأمعاء، وتتسرب دائمـا يرقاتها إلى مجرى الدم لتستقر في أحد أعضاء الجسم كالقلب أو الكبد أو العين ثم تتحوصل فيه، فإذا استقرت في المخ وهو مكانها المفضل فإنها تتسبب في حدوث مرض الصرع، وهذا هو الفارق بين خطر الدودة الشريطية التي تنتقل من الخنزير إلى الإنسـان والأخرى التي تنتقل من حيوان آخر كالبقرة مثلا، فدودتها لا تمتلك هذه القدرة الرهيبة على السياحة والتجوال بيرقاتها في جسم الإنسان كي تدمره في عنف عجيب