أثبت السيد وزير الزراعة أن معلوماته فى البورصة تتفوق على معلومات عالم الأحياء «داروين» الذى أجرى تجاربه ثم قسّم الأحياء إلى شرق وغرب ووسط وجعل فيها مهندساً يتقاضى رشوة وموظفاً يبلغ عنه وشرطة مرافق إذا رأوا الضعيف فوق الرصيف أزالوه وإذا رأوا العنتيل على النيل شكروه.
وأن معلومات سيادته عن الزراعة تنحصر فقط فى أن «القطن» على العروسة والجاتوه على العريس، وأن هذا «القطن» حيوان طويل التيلة قليل الحيلة يتغذى على الأسهم، لذلك نقلنا سيادته من عصر «المبيدات» إلى عصر «السندات» واتجهت مصر إلى زراعة الكلاوى بدون تقاوى فانحصر اللون الأخضر فى إشارات المرور...
وفهمنا أن الفراعنة تركوا سنابل القمح فى المقابر حتى إذا قام الميت يحمل هذه السنابل ويضارب بها.. يحتاج الإنسان إلى عمر نوح وصبر أيوب وحديد عز ليفهم ما يدور فى هذا البلد الذى يضارب على الأرض ويزرع البورصة ويلعب فى الشوارع ويتظاهر فى الاستاد، ولا تعرف نوع الاقتصاد المطبق فيه هل هو ذكر أم أنثى.. بلد يغطيه الفساد ويعريه «الملط».. ومع ذلك كلما سافرنا إلى الخارج توحشنا خطط التنمية فنعود لنردد معها «مصر بتطخن بينا» وتحتاج منا إلى شفط دهون.. أحب قبة البرلمان وساعة الجامعة وحدوة الحصان.
فالأولى ترمز إلى النوم، والثانية إلى الحب، والثالثة إلى حظك فى البورصة اليوم.. ومصر غنية بالفيتامينات والمعادن لذلك منذ حملة «فريزر» وحتى حفلة «منير» ونحن نلتف حول «عربة الفول» التى تحولت بفعل فاعل من «قدرة» إلى «قدر» تشترط على الواقفين حولها أن يكون نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين الذين يموتون فى قاع ترعة الإبراهيمية أو على سرير مستشفى الفيوم بجوار «العنب.. العنب» الذى حولته وزارة الزراعة إلى «السند.. السند».. «تبات فول تصبح فلافل لها سيخ يقلبها».. لو حضرتك فاهم يبقى عليك نور.. ولو عليك نور حاول تروح تدفعه.. سحابة سودة ومنين أجيبها.. سألت يا نينا مين بيضاربها!.
(زلزال الموت)