"الليلة عيد والعريس ها يتجوز.. ومدام العريس ها يتجوز يبقى ضروري تجامله.. وواجب حضور زفاف ابن الحته يجر واجب النقطة وينتهي بواجب السبرتو أو ما يسمونه تجاوزاً في الأحياء الشعبية المزاج العالي ولأن العريس كريم ومناسب عائلة كريمة مش ها يبخلوا عليك بإزازة وراها إزازة بعدها إزازة من النوع الرخيص علشان الكل يعيش وبعد أن كانت الإضاءة على اختلاف ألوانها تتراقص أمام عينيك تمتزج مع بعضها ثم تتحول إلى لون واحد وهو الأحمر ثم يسود الأسود في النهاية ويحل الظلام السرمدي ..
هذه ليست كذبة أو دعابة أنها ظاهرة حقيقية يكشف عنها أطباء مستشفى الرمد تعاطي الخمر المغشوش يفقدك البصر ..
شقيقي الأصغر فقد بصره
مجدي سليمان، 25 سنة، ميكانيكي، يقول: "أخي وليد ذهب في أحد الأيام لحضور زفاف صديق له في حي الوراق، وعندما عاد في المساء كان يصطحبه إلى المنزل أحد أصدقاءه وكان يبدوا عليه أنه مخمور، وعندما اشتبكت معه منعتني أمي وقالت لي أتكلم مع واحد فايق لكن ده مش في وعيه ما تفرجش علينا الناس الساعة دي النهار له عينين".
ولكن عينا النهار لم تدرك وليد، فعندما دخلت أمه إلى غرفته كي توقظه، أخبرها أن الحجرة مظلمة ويجب أن توقد النور، اعتقدت الأم أنها مزحة منه أو لعبة كي يفلت من العقاب ولكنها كانت الحقيقة، وليد فقد بصره، وعندما فحصه الطبيب أكد أن ضموراً كاملا قد أصاب عصب العين وأنه لن يستطيع الرؤية ثانية لأنه لا علاج لحالته والسبب في ذلك يرجع لتناوله أنواع رديئة من الخمور!.
ظاهرة مستشفى رمد الجيزة
يفسر هذه الحالة دكتور حاتم أبو بكر الخشد، مدير مستشفى الرمد بالجيزة، فيقول أنها مع الأسف ليست حالة فردية وإنما هي ظاهرة يجب رصدها من الجهات المسئولة اجتماعيا وأمنياً وطبياً، حيث أنه لا يخلوا أسبوع من تردد حالتين أو ثلاثة على مستشفى الرمد من شباب يعانون من نفس أعراض انخفاض مستوى الرؤية إلى حد فقدانها تماماً، وعند الفحص يتبين إصابتهم بضمور كامل لعصب العين ناتج عن التسمم بالكحول الذي يصيب العصب بالضمور ولا علاج له، وأغلبهم شباب من سن 20 إلى 35 سنة، "للجميع أن يتخيل وقع الصدمة على أهل المريض وما ينتظر الطبيب عندما يخبر الأهل بأن وحيدهم أو راعي الأسرة أو أصغر أفرادها المدلل أصبح كفيفاً ويجب أن يتعاونوا معه حتى يستطيع أن يتكيف مع حياته الجديدة.. بالطبع كارثة".
خمور ماركة ودع بصرك
أما د. رشدي نجيب استشاري جراحة العيون يقول أمام هذه الحالات يعجز الطب ويرفع الراية البيضاء فلا للجراحة ولا للنظريات العلمية أو العقاقير أي قيمة فهي حالة فقدان بصر تام ناتج عن استخدام مادة الميثايل أو المعروف بين العامة بالسبرتو الأحمر والمستخدم في الأغراض الصناعية في تصنيع وغش الأنواع الرديئة من الخمور ماركة "ودع بصرك" أو "منقوع البراطيش " كما هو معروف في الأفلام العربي القديمة وتعاطي الميثايل عن طريق الفم يؤدي إلى تسمم عصب العين ويكون له تأثير فوري أفظع من المخدرات على المخ فيحدث ضمور تام للعصب ، وأكثر ما يؤلم الطبيب نظرة الأم وتوسلاتها للطبيب كي يصنع أي شيء من أجل ابنها ولقد ترددت عليه حالات كثيرة من هذا النوع وقف عاجزاً أمامها فكيف ينقذ إنسان أضاع عمره في سهرة مع الأصدقاء أو داخل فرح في حي شعبي برفقة زجاجة خمر مغشوش.
(زلزال الموت)