التأثر بالعوامل الخارجية وردود الفعل غير المنطقية هي أحد العوامل الأساسية في الإبادة التاريخية والتراثية أو الاستفادة بأكل طبق المهلبية...!!
وزى ما سائقي الميكروباصات بيقولوا :"السرعة بتعشق الإنجاز و البحر بيحب الزيادة وحادثة الطريق مالهاش إعادة".
ولا يوجد شيء في شارعنا المصري لا يتحرك بما سبق ذكره، والكل قابل للتحول عن طريق التأثر بالبيئة المحيطة للأسوأ أكثر من قابليته للتحول للأفضل، فعلى سبيل المثال، احتراف قائدي السيارات ( للغرز) حتى ممن تعدي العقد الخامس من عمره منهم، تجده (بيلعب) بالدريكسيون ولا كأنه بيستعرض مهاراته أمام ( الجيرل فريند) الجالسة بجواره، ولكن وفى حقيقة الأمر، وعندما تقترب منه ،ستكتشف أنه ( بيجارى الموجة ) علشان يعرف يسلك ويوصل.
تلك هي طبيعة الحال فى الشوارع المصرية، فأذا كنت من هواة الألتزام بالقواعد والأصول المرورية،فأود اخبارك بأنك سوف تصل الى هدفك بكل تأكيد، ولكن بعد ما لا يقل عن اربعة أضعاف الوقت الأصلي الذى يستغرقه الوصول لهدفك، ولذلك السبب يبدأ السائقون المحترمون والملتزمون فى التأثر تدريجياً بتلك البيئة السريعة والصاخبة، وتغير نمط حياتهم ومواكبة اسلوب الغرز و الرمي والحتف، وصولاً إلي أحتراف قص الطريق، والسير عكس الأتجاه، وهكذا تستمر دورة الحياة واحتراف الانحراف المروري والاخلاقى.
وعن تجربة كنت شاهد عليها، فلقد قام بعض من زملائى بمحاولة أستخراج رخصة قيادة لشخص أعمي، على سبيل الأثبات بأن الدنيا ماشية بظهرها، وبالفعل فوجئت وبعدما قاموا بدفع مبلغ وقدره .. وتسليم صورة شخصية ، بأستخراج رخصة قيادة (لأعمى)، وبصراحة أصبحت حاقداً عليه، لأننى ومنذ زمن احارب كى أستخرجها دون دفع رشاوى ولكن للأسف .. البصير مالوش حظ ، هاا .. بلد الشيخ حسنى.
ذلك خلافاً للصدمات الرهيبة والمصحوبة برشاوى مريبة، والتى تسببت في ما نحن فيه الآن من أنحدار تام وأنعدام للوعى المرورى لدي السائقين، والحاصلين على الرخص ( كوسة ) ، مما نتج عنه، أن إلى معاه فلوس ياخد الرخصة و ع الدواسة يدوس، وإلى معهوش يركب عجلة ويعلق فيها فانوس، لزوم الوهم.
وبمناسبة الوعي المروري، فقد قامت وزارة الداخلية مطلع الشهر الماضي بنشر سؤال يومي عن المرور، وتلك خطوة جيدة، على طريق تنمية الوعي وتحسين أساليب القيادة، وبعد إنتهائها، نستطيع ان نرى أنها لا بأس بها أذا تغاضينا عن كام سؤال يحلهم من لا يملك عربة من الأساس، وكام سؤال هدفهم تعريف السائق بغرامات واجراءات التصالح "بدفع الغرامة" ونظام قانون المرور الجديد، وفى النهاية، نص خطوة على الطريق أحسن من مافيش.
فمتى نستطيع تحويل التأثر بالعوامل الخارجية إلي أستفادة فى الجوانب الحياتية وليس أبادة لكل ما هو من شأنه الأصلاح، ذلك لا يتطلب أن يغير ملايين السائقين من أساليبهم، ولكن يكفى ان يكون هناك عشرون سائق من كل مائة، يتحلون بالصبر والألتزام، والأهم هو الأستعداد للتضحية بالوقت أو النزول قبل موعد عملهم بخمس ساعات، ليكونوا قدوة لغيرهم، ولماذا نترك الحل الأساسي وهو العنصر الأمني وضرورة تواجده فى الشوارع، ليس فقط لقمع المظاهرات، وأعتقال الشباب، فالديموقراطية موجودة بالفعل ولكن للحفاظ عليها وليس لممارستها، ولكن يصبح التواجد أكثر تركيزاً علي تنظيم المرور، ومراقبته، ومعاقبة المخالف، ليس بتغريمه وأجباره علي دفع (تعبه وشقاه) طيلة النهار، ولكن بألزامه حضور محاضرات توعية مرورية، سواء أستغرقت المدة الزمنية لذلك الكورس شهر او ثلاثة او أكثر، فسوف تكون تلك هي أثقل عليه من الأموال بمئات المرات، هكذا نكون قد كسبنا شخص يعي ما يفعله، تعلم اسلوب جديد وراقى فى التعامل والألتزام، وايضاً يخشى من إرتكاب مخالفة فيذهب مرة أخري لذلك الكورس الأجبـــــاري.
(زلزال الموت)