ما يحدث في برامجنا التلفزيونية اليومية أو ما نطلق عليها "برامج التوك شو" تخطى مرحلة التكرار العادي إلى التكرار "الملل" الذي لا يعلم الشطار بل تعداهم إلى "الحمار" ولا مؤاخذة..!
"الحياة اليوم"، "كل ليلة"،" 90 دقيقة"، "العاشرة مساء"،" البيت بيتك"، هكذا ترتيب برامج التوك شو في مواعيد عرضها، أشاهدها ليس لفراغ في وقتي ولكن لأتعرف على تفاصيل تلك الأخبار التي ربما لم أعرفها من صحف اليوم ذاته أو ربما حدثت بعد طبع الجرائد فيتسنى لبرامج المساء تغطيتها..
التكرار
إلا أن ما أتمناه لم يحدث الأسبوع الحالي إلا في "90 دقيقة" في تغطيتها لحملة "من أجل قاهرة نظيفة"، حدث مرة واحدة فقط الأسبوع الماضي عندما عرض "البيت بيتك" تفاصيل المرض النفسي الذي يعاني منه من أطلقوا عليه "سفاح المعادي" مع بعض تفاصيل عن حياته وكيفية ارتكابه الجريمة وبعض تفاصيل عن مسكنه وأهله ووظيفته..
فيما عدا ذلك وعلى مدار الأسبوع الحالي الذي تميز بكونه أسبوع متخم بالأحداث لم أشاهد أي اختلاف في محتوى تلك البرامج وهي لمن لم تسمح ظروفه بمشاهدة أحدها لا تخرج عن 4 أحداث رئيسية..
أولا: إضراب الصيادلة، لنشاهد نقيب الصيادلة أو نائبه أو متحدث باسم النقابة مع ممثل للحكومة ومحاسب واحد في كل البرامج، واتصال هاتفي مع رئيس مصلحة الضرائب "أشرف العربي" ليسرد نفس التفاصيل ويعلن رفضه للإضراب ورافضا "لوي دراعه" وكأن مصلحة الضرائب هي هبة من الدولة أو ميراث من والده الكريم..
ثانيا: تغطية لإضراب سائقي المقطورات، لنرى النائب حمدي الطحان وممثل لوزارة النقل وتقارير من مدينة زفتى بالغربية وهي المدينة التي شهدت أحداث شغب عديدة خلال الإضراب، لتتوه وسط التفاصيل دون أن تعرف ماذا يحدث أو من المذنب الحقيقي السائقون أم الحكومة.
ثالثا: اعتصام أهالي ومدرسي مدرسة رمسيس للغات احتجاجا على بيعها، واتصال هاتفي مع مدير الادارة التعليمية بالقاهرة ومديرة المدرسة وتقرير من داخل المدرسة مع المعتصمين..
رابعا: الأزمة المالية العالمية، وهذه بالذات يطول فيها القول لأن ما حدث في تغطيتها يعد إفلاسا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فلا ما نع من تكرار الموضوع ولكن تكرار نفس الضيف على ثلاث قنوات في ثلاثة أيام متتالية هو ما لا يتحمله عقل وهو المهندس" حسين صبور" رئيس مجلس إدارة نادي الصيد وصاحب مجموعة كبيرة من الشركات الاستثمارية..
الخلاف على الرجل لا يكمن في عدم درايته بالاحداث ولا حتى بقلة درايته وإنما تتعلق بتشعب الأزمة واختلاف أوجهها، خاصة مع تركيز الضيف الكريم على مسألة العقارات والسياحة فقط، مع تكرار نفس الألفاظ ولا مانع من إعلان عن 10000 وحدة سكنية من الاسكان المتوسط سيقوم بانشائها مع أعرق وأقدم وأكبر بنك في مصر..!
نعرف جميعا أن الأخبار هي التي تصنع الفقرات ولكن أليس هناك زوايا مختلفة أو حتى ضيوف متنوعين، وهل فرغت جعبة تلك البرامج فلم يعودوا قادرين على إنتاج أشياء خاصة بهم ليكون قوتهم اليومي ما تنشره الجرائد وليس ما يحضره فريق الإعداد؟.
لو كانت هذه الحقيقة فليرحمونا من التكرار وليكتفوا بواحد فقط، نختاره أو يختاروه ولكن بالنهاية يكفينا ما نقرأوه في الصحف..
"اتفرجو على واحد بس" هكذا التي هو الحل الوحيد للخروج من تكرار الملل 5 مرات على مدار اليوم الواحد، فيما نصحني أخي بمشاهدة إحدى قنوات الاغاني او الافلام وأسيبني من قلبان الدماغ..
(زلزال الموت)