أمْهِلِينِي
أمهِلِينِي فالقلبُ يأبَى أن يُعاني ألمَ البكاءِ
والأيَامُ ثكلَى بلا حَبيبٍ
يكسوهَا لونُ الشقاءِ
أمهليني بعض وقتٍ
وأيقني شوقٌ لكِ يعتريني
إن نبضي يختنق ،
ويعتليني سقمُ العناءِ
اعذريني ...
وإن هربتُ من الناس لكِ فاحضُنيني
عالمي كبيرٌ ...
مترامِيُ الأطرافِ كالصحراءِ
لا تتركيني ...
وإن كنتِ حقاً عاشقتي فخبئيني
فليلي مظلمٌ ...
حتى نجومهُ تخشى من البقاءِ
وأَعْلِمِينِي حَبِيبَتي ...
فعيوني لكِ قد تشتكيني
فالبعد عنكِ احتضارٌ
وانكسارٌ لغيم بلا سماءِ
واه حَنِينِي إليكِ ...
ولخمركِ المحبوكِ فالتقينِ
وتزيــنِ بالحسنِ أنماطاً
كالغادةِ الهيفاءِ
أذهِلِيني ...
ففنُونُ حبكِ لحدِ الجنونِ تحتويني
واسقيني ...
من كأسِ نبضكِ
فأستلذُ بعذب الغناءِ
أَسْمِعِينِي ...
همساً لقلبكِ الخفاقِ وأطربيني
عشقاً أهفو لمدادهِ
يقويني بوقتِ البلاءِ
صدقيني ...
وصدقي ما المكتوبُ على جبيني؟
أنتِ قدرُ سنينِ
وأنفاسكِ نسائمُ الهواءِ
ألهميني ...
شعراً أتوه في فحواه ولقنيني
قلمي يذوبُ في هواكِ
فكبليني دون انتهاءِ
أشعليني ...
ولهاً يزدادُ كل يومٍ وألهبيني
فأنا أغارُ من يميني
إن لامست خديكِ باستحياءِ
عديني ...
أن قلبكِ ليس لغيري ويفتديني
فحبكِ أصبح من يقيني
يا يقيناً أدرك أنه عطائي