أسلوب نازي أصيل
كتب مايكل ليدين مرة بعد مرة بعد مرة داعياً الى توسيع الحرب على العراق لتشمل ايران وسورية، فهذا المتطرف لا يهمه أن يموت شباب أميركا في سبيل اسرائيل، وهو في تطرفه لا يطيق رأياً معارضاً، فعندما كتب نيكولاس كريستول في «نيويورك تايمز» مقالاً شبه مهادن عن ايران استسخفه ليدين، ورد عليه بحملة أخرى على النظام هناك، واتهمه بأشياء حقيقية وبخرافات وإشاعات من ترويج أمثاله.
- في 28 آذار (مارس) الماضي كتب ليدين مقالاً في موقع «ناشونال ريفيو» الالكتروني بعنوان «ايران في حرب معنا: هل نخبر الحكومة الأميركية؟» كان تكراراً لمقالات كثيرة سابقة، ولشهادته أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي، فإيران في حرب مع الولايات المتحدة منذ 27 سنة، وآية الله علي خامنئي يواجه الموت من مرض السرطان، إلا أنه وأنصاره يعتقدون بأن ايران انتصرت، وأن الولايات المتحدة واسرائيل مشلولتان. وهو عارض أي مفاوضات مع ايران بشأن العراق واعتبرها خطأ.
- في 17 أيار (مايو) الماضي كتب في المجلة نفسها، وهي من أبواق المحافظين الجدد، أن الحرس الثوري الايراني يزود الارهابي الزرقاوي بأسلحة مضادة للطائرات تشمل التوجيه بالاشعة ما دون الحمراء وصواريخ سام تطلق من على الكتف وأسلحة أخرى. وسأل ليدين كم يجب الانتظار فيما آيات الله يقتلون الأميركيين وحلفاءهم في العراق، قبل أن يعود الى حرب ايران على أميركا منذ 27 سنة؟
- في اليوم نفسه وفي المجلة الالكترونية نفسها كتب ليدين تعليقاً آخر على قتل مسلح القاضي التركي مصطفى أوزبلغين وهو يصرخ «الله أكبر»، قال فيه: «اذا بقينا نؤجل (مواجهة المشكلة) كما نفعل اليوم فسيأتي يوم يهجم حيوان كريه وهو يصرخ الله أكبر على محاكمنا ويقتل قضاتنا، وعند ذلك فالنخبة المختلّة في هذا البلد ستتساءل عن أي جريمة ارتكبنا لنستحق مثل هذه المجزرة؟... إلا أننا نفاوض».
وهكذا فقتل متطرف قاضياً في تركيا يعني عدم التفاوض مع ايران.
وكانت «مجلة نيويوركر» نشرت في عدد السادس من آذار (مارس) الماضي تحقيقاً كتبته كوني بروك عن ابن الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي ومستشاره شهريار آهي، جاء فيه أن ليدين كان أول من قال إن الديموقراطية في الشرق الأوسط ستأتي من طريق تغيير النظام في ايران، لا العراق، ونسبت اليه قوله لمجموعة من المبعدين الايرانيين في لوس انجليس «أن عندي اتصالات مع ناس في ايران يحاربون النظام. اعطوني 20 مليون دولار، وستكون لكم ثورتكم».
لا اعتقد بأن المبعدين الايرانيين مغفّلون الى هذه الدرجة، وصدقية ليدين تعرضت لنكسة قوية في 9/6/2006 عندما كتب نقلاً عن «ايرانيين أثق بهم قالوا إن أسامة بن لادن غادر هذا العالم في اواسط كانون الأول (ديسمبر). وقد مات زعيم القاعدة من فشل كلوي، ودفن في ايران حيث قضى معظم وقته بعد تدمير القاعدة في افغانستان. ولاحظ الايرانيون الذين نقلوا الخبر أن الرسالة في مناسبة الحج صدرت هذه السنة عن نائبه ايمن الظواهري للمرة الأولى».
كيف يمكن دجالاً يرتكب مثل هذا الخطأ أن يمثُل أمام الكونغرس ليدلي بمعلومات اسرائيلية وآراء؟ أرجو أن يلاحظ القارئ أيضاً ان ليدين ترك بن لادن يموت في ايران، لا جبال تورا بورا مثلاً، ليضرب عصفوراً آخر بحجر كذبه فيحمّل ايران المسؤولية عن ارهاب القاعدة.
ليدين من الوقاحة أن يمضي في طريقه كأن شيئاً لم يكن، وهو في 13 أيار (مايو) الماضي كان بين موقعي رسالة نشرتها جريدة «إل فوغليو» الايطالية طالب فيها مئات البرلمانيين والخبراء السياسيين الأوروبيين بأن يتخذ الغرب اجراءات حازمة ضد دعم ايران الارهاب.
وحمل موقع الكتروني ترجمة للرسالة التي وقعها مع ليدين غلاة المحافظين الجدد مثل دانيال بايبس وفكتور ديفيس هانسون وديفيد فروم وماكس بوت ووليام كريستول... والطيور على اشكالها تقع، والكل اسرائيلي، لذلك فهو يرى الارهاب في كل مكان ويعمى عنه في اسرائيل مع انها تمارسه جهاراً نهاراً، وتقتل النساء والأطفال وتمارس العقاب الجماعي بأسلوب نازي أصيل.
الرسالة اتهمت الغرب بعدم الرد فيما ايران تغير شكل العالم من طريق «الابتزاز والارهاب». وقال الموقعون إنهم يريدون من الغرب انتهاج سياسة صحيحة وواضحة بدل أن تختبئ الأسرة الدولية وراء أمور تقنية بسيطة، «فبعد ثلاث سنوات من المفاوضات العقيمة تواصل الديبلوماسية طريقة الجزرة والعصا أملاً بانتهاء العاصفة. بل إن بعضهم يحاول استرضاء النظام الايراني بتقديم صفقات مغرية... كما لو أن آيات الله في طهران يمكن الثقة بهم كشركاء».
وزعمت الرسالة أن «التهديد» الايراني بحاجة الى بحث صريح وجدي لا يمكن ارجاؤه.
مواقف ليدين وكتابته وآراؤه تعكس نفساً فاشستياً ينكره باستمرار. وكثيراً ما يستشهد معارضوه بقوله في اجتماع لمعهد اميركان انتربرايز في 25/3/2003 ان الأميركيين شعب محارب ويحب الحرب. وهو سئل عن عدد الاصابات التي يستطيع الأميركيون تحملها؟ فقال إن ذلك يعتمد على سير الحرب، لأن عدد الاصابات ثانوي.
هو ثانوي طالما أنه أميركي وليس اسرائيلياً، وليدين معجب بعد الفاشية بماكيافلي والى درجة أنه ألف كتاباً عنه، وهو يتفق معه في سوء الظن بالناس «فالعدو دائماً مستعد لأن يزحف أو يطير أو يبحر»، ومن الخطأ الاعتقاد بأن السلم هو الطبيعي، فهو مجرد استعداد للحرب المقبلة، وماكيافلي يعرف أن الاستقرار موجود فقط في القبور، وليدين يثني عليه لحديثه عن «لذة الهيمنة»، فالسيطرة على الآخرين ادمان يؤدي الى طلب المزيد، وما يطلب ليدين هو «تدمير خلاق» أي طلب تدمير العرب والمسلمين.
هو يتحدث عن نفسه واسرائيل مع أنه ينكر ذلك فأكمل بجانب مهم من نشاطه الكريه هو عمله في ايطاليا.
اخوكم(زلزال امير الدهاء)