شبّه مذيع أمريكي بارز المسلمين بالـ "الصراصير"، لأنهم يصومون في نهار رمضان، ويأكلون في الليل. ففي برنامجه الإذاعي الذي يُبثّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، انتقد نيل بورتز طلب عدد من المستشفيات الحكومية في اسكتلندا العاملين بها بتناول الطعام بعيداً عن المكاتب خلال شهر رمضان، حفاظاً على مشاعر زملائهم المسلمين الصائمين، معتبراً أن هذا دليل على ما أسماه "أسلمة غرب أوروبا".
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها بورتز المسلمين، حتى صار معروفاً بتصريحاته المعادية للعرب والمسلمين. ففي اكتوبر/ تشرين الأول 2006، وصف الإسلام أنه "فيروس مميت، ينتشر في جميع أنحاء أوروبا والعالم الغربي". مضيفاً: "سوف ننتظر طويلاً جداّ حتى نطوّر لقاحاً لنكافحه به".
وكان بورتز واحدا من بين عشرة مذيعين أمريكيين معروفين التقوا الرئيس الأمريكي جورج بوش في لقاء خاص في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في الأول من أغسطس/آب الجاري، في حوار امتد ساعة كاملة، لكن من دون الإفصاح عن أحداثه والنقاشات التي جرت فيه، وكان أغلب هؤلاء المذيعين ممن يوجهون انتقادات للإسلام.
وبحسب نص التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، فقد أشار بورتز في حلقة برنامجه، في 14 أغسطس/آب، إلى أن ما يسميه بأسلمة غرب أوروبا يحدث أيضا في أمريكا. حيث قال: "إنها تحدث هنا أيضا، في هذا البلد.. حمامات سباحة للمسلمين.. مدارس حكومية بغرف منفصلة للصلاة من أجل المسلمين..".
وتابع قائلا :"منذ عدة أسابيع فقط كان لدينا أطباء مسلمون يعملون في الهيئة القومية للصحة في بريطانيا، وكانوا يخططون لتفجير مجموعة من أهالي لندن"، في إشارة إلى محاولات التفجير التي اتهم فيها أطباء مسلمون في بريطانيا الشهر الماضي.
ومضى يقول: "ربما ستعتقدون أن الهيئة القومية للصحة في بريطانيا سوف تنظر عن كثب فعليا للأطباء المسلمين والموظفين المسلمين لديها، لكن هذا كان سيبدو تنميطا عرقيا، ولا يمكن أن يكون هذا لدينا".
وأشار بورتز إلى أن إحدى المستشفيات التابعة للحكومة البريطانية "أخطرت الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية أنهم لن يكون لديهم الشهر القادم
أوقات غداء في العمل"، وهو ما يعني تناول الغداء على المكاتب في أماكن العمل.
وتساءل بورتز: "ولم لا؟" وأجاب: "لأنه (شهر) رمضان، والمسلمون في مكان عملك ربما يجدون إساءة إذا رأوك تأكل على مكتبك. لماذا؟ أعتقد أنه لأن المسلمين لا يأكلون أثناء النهار في رمضان. إنهم يصومون خلال النهار ويأكلون بالليل. (إنهم) نوع من الصراصير".
وأتبع بورتز ذلك بقوله: "لقد فعلت هذا من أجل المراقبين الإعلاميين"، في إشارة إلى منظمة "ميديا ماترز" وهي منظمة مراقبة إعلامية في الولايات المتحدة كانت قد كشفت عن الكثير من تصريحاته المعادية للعرب والمسلمين.
وكانت المنظمة قد وثقت عددا من التصريحات المسيئة التي صدرت عن بورتز، الذي يعمل في راديو كوكس وشبكات راديو جونز، من بينها تصريحات مسيئة للإسلام ولعدد من السياسيين الأمريكيين.
وعادة ما يُصدر بورتز تصريحاته في برنامجه "نيل بورتز شو"، الذي يعتبر من أشهر البرامج الإذاعية في الولايات المتحدة، ويُبث من أتلانتا بولاية جورجيا.
ويأتي بورتز في المرتبة السادسة في الولايات المتحدة من ناحية عدد المستمعين. حيث يصل عدد مستمعيه أسبوعيا إلى 3.75 مليون شخص. وكان برنامجه الإذاعي قد حصل على جائزة جمعية المذيعين في جورجيا لعام 2007، كما حصل على جوائز أخرى هذا العام.
اللقاء مع بوش
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش عقد، الأربعاء 1 اغسطس/آب، لقاءا خاصا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ضم عدداً من المذيعين الأمريكيين المحافظين، والمعروفين بهجومهم على الإسلام وانتقاد الحكومات العربية، في حدث لم يتم الإفصاح عن أحداثه ولا عن النقاشات التي جرت فيه.
وشارك في اللقاء مايكل ميدفيد، الذي قال في سبتمبر/أيلول إن "العنف وإراقة الدماء والرعب والبؤس... والسلوك المثير للاشمئزاز الشائع في العالم الإسلامي مبني على بعض المشكلات في الإسلام نفسه" واصفاً إياه بالدين "البدائي".
كما شارك المذيع بيل بينيت، والذي وصف المسلمين بأنهم "مضطربون نفسيا"، وذلك في برنامجه "حجرة الموقف" على شبكة سي إن إن في فبراير/شباط 2006، إبان أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وضم الحضور، أيضاً، المذيع جلين بيك الذي ترأس قائمة أسوأ شخص في العالم، بعد تشكيكه في وطنية أول عضو مسلم في الكونغرس كيث إليسون. إذ توجه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2006، بالقول: "لقد كنت قلقا بشأن هذا اللقاء معك لأنني أشعر أنه ينبغي أن أقول لك: سيدي، أثبت لي أنك لا تعمل مع أعدائنا". وأضاف: "